مؤتمر بلورييل 2026 في إسبانيا "الأخلاق والجماليات في التراث الإسلامي"

ستنظم المنصة الجامعية لأبحاث الإسلام مؤتمرها الدولي الخامس في قرطبة بإسبانيا حول موضوع «الأخلاق والجماليات في التراث الإسلامي»، في الفترة من 10 إلى 14 فبراير 2026.

انضمت مديرة المعهد الملكي للدراسات بين الأديان، الدكتورة رينيه حتر، إلى لجنة التنسيق في بلورييل في عام 2024.

موقع بلورييل

الإشكالية

تحتلّ كلٌّ من الأخلاقيّة والجماليّة مكانةً أساسيّة في الفكر والتراث الإسلاميَّين. في التقليد الإسلاميّ، تندرج الأخلاقيّة في إطار البحث عن الفضيلة والتآلف مع المبادئ الإلهيّة. شكّلت مؤلّفاتُ الغزالي مرجعًا يُركَن إليه انطلاقًا من تحليل الفضائل الأخلاقيّة والروحيّة المتجلية فيها (إبراهيم موسى). كذلك، نُشرت دراسات وشروحات كثيرة عن علم القيم الأخلاقيّة في فكر ابن مِسْكَوَيْه، المتأثّر بالفلسفة اليونانيّة-العربيّة، لا سيّما حول كتاب تهذيب الأخلاق (محمّد أركون). وفي السياق نفسه، طرح محمّد عبده في رسالة التوحيد تفكيرًا إبداعيًّا حول الأخلاقيّة عندما ربط المبادئ العقليّة والروحيّة في التوحيد الإسلاميّ بالسعي إلى بناء مجتمعٍ متناسقٍ قائم على العدالة والحريّة الفرديّة. من ناحيتها، تستكشف الجماليّةُ الإسلاميّة رونقَ التجلّيات في الفنّ والعمارة والشعر، متقيّدة، أحيانًا كثيرة، بالبحث الروحيّ والرمزيّ. تُظهر أعمالُ أوليغ غرابار عن الفنّ الإسلاميّ، ونافيد كرماني عن الاختبار الجماليّ في القرآن، وكريستيان غروبير عن بلاغة الصورة في الإسلام، غنى هذا الميدان.

وبالرغم من أهميّة هذَين المفهومَين، غالبًا ما كان يتمّ تناولهما بصورةٍ منفصلة. على سبيل المثال، تعمّق المفكّرون في مضمون الأخلاقيّة في إطار الفلسفة الأدبيّة أو التصوّف، وفي الجماليّة في إطار الأبحاث عن الفنّ والمهارات. ندرت الأعمال التي سعت إلى استيعاب الترابط والتداخل والتجاذب بينهما، وكشف تبعات علاقتهما على التراث الإسلاميّ. يهدف هذا المؤتمر إلى تجاوز هذه الثغرة. ولأنّه يطمح إلى استجلاء الروابط العميقة، والملتبسة أحيانًا، بين الأخلاقيّة والجماليّة في السياقات الإسلاميّة (العربيّة، الفارسيّة، التركيّة، الصينيّة، …)، سيتبنّى مقاربةً تتصّف بتعدّد التخصّصات وتقبل المقارنة والحوار، وتجمع تطلّعات بينيّة إسلاميّة ومن سائر الديانات. وسيسعى في الوقت عينه إلى التفكير في كيفيّة جعل هذه العلاقات تضيء على القضايا الراهنة المتعلّقة بالهويّة والتصوّرات وحوار الثقافات.

تكمن فرادة هذا المؤتمر إذًا في الطموح إلى استكشاف الروابط بين الأخلاقيّة والجماليّة في الإسلام: كيف يتداخلان في الممارسة والتصوّر والخطاب وكيف يكونان في حالة تجاذب؟ وما هي التحدّيات المفاهيميّة والمنهجيّة التي يواجهها الباحثون لدى التفكير في ترابطهما؟

يهدف هذا المؤتمر، من خلال الاستناد إلى أمثلة تاريخيّة وثقافيّة وفنّيّة، إلى استكشاف تساؤلات حول التآلف بين الأخلاقيّة والجماليّة في التراث الإسلاميّ، وتجسيد قيم جماليّة في الحياة اليوميّة، واستغلال الفنّ لخدمة السلطة أو النزعة الإقصائيّة الدينيّة، وإدراج الفنّ كمساحة لقاءٍ مع الآخر، والتفكير اللاهوتيّ من أجل خلقّية تكترث لتراثٍ مضيافٍ للآخريّة/للآخر، والتوفيق بين حريّة الحركة الفنيّة والمسؤوليّة الأخلاقيّة.

مؤتمر بلورييل 2026 في إسبانيا "الأخلاق والجماليات في التراث الإسلامي"
Scroll to top